فضيلة سيدنا الشيخ أبو يوسف أمين طريف

شارك المقالة:
Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter
Share on email

فضيلة الشيخ محمد حسن طريف طريف – الرئيس الأول

الرئيس الروحي الأول من عائلة طريف في البلاد, تم تعيينه في مأتم المرحوم سيدنا الشيخ علي الفارس (ر) بعد تنازل الشيخ محمود نفاع عن هذا المنصب لعائلة طريف تقديرا لرعايتهم واهتمامهم بفضيلة سيدنا الشيخ علي الفارس (ر). وسرعان ما بدا الشيخ محمد طريف. الرئيس الروحي الجديد ينفذ الواجب الكبير الذي ألقي على عاتقه ويقوم بالمهمات التي أنيطت به. وقد تم إبلاغ الوالي العثماني في عكا وكذلك في بيروت, حيث كانت ولاية عكا تابعة لسنجق بيروت فقام الشيخ محمد بزيارة الوالي في عكا برفقة عدد من المشايخ وهناك استقبلهم الوالي بالترحاب وشرح للشيخ محمد ما هي صلاحيات وواجبات الرئيس الروحي للطائفة الدرزية, ذاكرا أن الطائفة الدرزية لها مكانة خاصة في الدولة العثمانية ولها جهاز ديني يختلف عن القرى الإسلامية معبرا أن الدولة العثمانية تحترم هذا الوضع وتتوقع من المواطنين أبناء الطائفة الدرزية أن يكونوا مواطنين مخلصين للدولة وأن يؤدوا واجباتهم على أكمل وجه. وأوضح الوالي للشيخ محمد أن صلاحياته تنحصر في الأمور الدينية والروحية والمذهبية, لكن أمور الضرائب والتجنيد والخدمات يتم تنظيمها في أجهزة أخرى وعن طريق أناس آخرين. وعاد الشيخ محمد من عكا حاصلا على اعتراف رسمي من الدولة العثمانية بمكانته ووظيفته ومهماته, وشمر عن ساعد الجد وبداً بالقيام بزيارات للقرى الدرزية في الكرمل والجليل للتعرف عل  السكان وعلى المشايخ والزعماء والوجهاء في كل قرية وقرية. وقد عاش الشيخ محمد قي فترة كان عدد القرى الدرزية كبيرا في البلاد فقد بنى الأمير فخر الدين المعني الثاني عندما حكم منطقة لبنان والأردن وفلسطين حتى العريش, بنى عددا كبيرا من القرى في الجليل والكرمل وبالإضافة إلى ذلك كانت قرى درزية قديمة مثل وادي سلامة والجرمق وأم الزينات والجديدة والمكر والمنصورة, كانت قرى درزية عامرة. لذلك لم تكن مهمة الرئيس الروحي الجديد سهلة خاصة في الظروف التي كانت سائدة آنذاك حيث المواصلات والأمان على الطرق وصعوبة المعيشة, لكن الشيخ محمد استطاع بهمته وعزمه أن يتغلب على كافة المشاكل وأن يجري التواصل مع كافة القرى الدرزية ويبعث فيها الاطمئنان والشعور بالانتماء والكيان. وكان بوجود الأمير فخر الدين المعني الثاني وبحكمه المتنور وبسلطته المطلقة تعزيز كبير لمكانة المواطنين الدروز في البلاد الذين كانوا اقلية صغيرة تسكن رؤوس الجبال وليس لها تدخل في الأمور الحاسمة التي جرت في البلاد. وعندما زال حكم المعنيين ضعفت قوة الدروز في البلاد وحاولت بعض الأوساط أن تنال مهم وتطاردهم وتلحق الأذى بهم. لكن وجود الشيخ محمد طريف في الرئاسة الروحية وبفضل العلاقات التي ربطها مع الولاة العثمانيين ومع الدولة استطاع حماية الدروز في كافة القرى وأثبت لجيران الدروز أن القيادة الدرزية ساهرة على سلامة المواطنين الدروز وراحتهم. وقد أسدى الشيخ محمد خدمات كثيرة للدروز في البلاد وكان تواصل وعلاقات وثيقة مع الزعماء الدروز في سوريا ولبنان واستطاع أن يوحد كلمة الدروز وأن يمنع تسرب الانقسام بين دروز لبنان بين جنبلاطي وأرسلاني إلى قرانا في الجليل والكرمل. وانتقل الشيخ محمد إلى رحمته تعالى عام 1795 فجرت له في قرية جولس جنازة كبيرة حافلة بحضور مشايخ الطائفة الدرزية ووجهاء المنطقة والولاة والحكام العثمانيين وقناصل بعض الدول وجماهير غفيرة. وتم في هذا الموقف تلبيس العباءة لنجله الشيخ سليمان طريف.