فضيلة سيدنا الشيخ أبو يوسف أمين طريف

شارك المقالة:
Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter
Share on email

وصيّته

كتابة الوصيّة:

خلال مواعظه الكثيرة، تطرّق سيّدنا الشّيخ أمين كثيرًا إلى وجوب الامتثال لتعاليم الأمير السّيّد عبد الله التّنوخيّ قدّس الله سرّه، والّذي شدّد من خلالها أنّه لا يجب على الموحّد الدّيّان ألا ينام ليلةً واحدةً، إلّا ووصيّته مكتوبة ومحفوظة، وذلك خوفًا على ذمّته وراحةً لمن يبقى بعده من أهله وذريّته.

امتثالًا لهذا الواجب الشّرعيّ، كتب سيادته خلال مدّة حياته وصيّة قام بتعديلها مرّتين خلال مدّة حياته، وفقًا للظّروف والتّدقيق في مجريات الأمور. أمّا الوصيّة الأولى فقد دوّنها سيادته عند كاتب عدل في مدينة عكا وتناولت شرحًا في كيفيّة تقسيم أملاكه. وأمّا الوصيّة الثّانية فقد كتبها سيادته في سنة 1983 وتضمّنت تطرّقًا إلى المواضيع التّالية:

– وصيّة ماليّة لمقامات الأنبياء والأولياء، للخلوات والأجاويد في البلاد ولبنان.

– وصيّة خاصّة أُفردت لابنته هنا مكافئةً لها على خدمتها الصّادقة للبيت.

– وصيّة في بتقسيم الأملاك لكريماته الخمس.

– وصيّة بتولية حفيده الشّيخ موفق طريف لمهامّ الرّئاسة الرّوحيّة للطّائفة خلفًا لسيادته، وتوكيله بإدارة أوقاف مقام سيّدنا النبي شعيب عليه السّلام، مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام، وخلوة جولس.

– تصريح ببطلان الوصيّة السّابقة الّتي كتبها سيادته عند كاتب العدل في مدينة عكا.

وأمّا الوصيّة الأخيرة فقد كتبها سيادته في عام 1985، وهي تحمل ذات المواضيع الّتي تطرّق لها في الوصيّة الثّانية مع ترتيبها لتكون بقسمين: الأوّل شرحه لوصيّته الخاصّة لابنته هنا، والقسم الثّاني تكراره لما نصّت عليه الوصيّة الثّانية دون أي زيادة فيها أو نقصان.

نص الوصية:

بسم الله الرّحمن الرّحيم

أسألك الهداية يا وليّ العناية وثقتي

لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيمّ وهو حسبي وثقتي وبه أستعين، وهو لـمّا كان ابتداء صار انتهاء فسبحان من ليس له بداية ولا لآخرته نهاية، كلّ نفس ذائقة الموت الّذي لا مهرب منه ولا فوت سبحان الدّائم الباقي الحيّ الذي لا يموت، وصلّى الله على صفيّه وآله العاليين إلى يوم المرجع والدين. وبعد فهذه وصّيتي من وصيّه قديمة من تلقاء نفسي وأنا لله الحمد ولصفيّه الشّكر بحال الصّحّة والعقل والفكر المعترف بالعجز والتقصير، وإنّي الحقير الّذليل أمين طريف من جولس أوصي من نفسي دراهم لوجه الله تعالى تتفرّق للأنبياء الكرام وللخلوات وللشّيوخ الاتقياء العابدين لمولى الأنام خوفًا من هجوم بغتة المنيّة واقتداءً بالسّلف الصالح أصحاب العقول الجوهريّة وامتثالا لأوامر سيّدنا الأمير عبد الله التنّوخيّ قدّس الله روحه الطّاهرة الزكية حيث قال "يجب على الموحّد الدّيان لا ينام ليلة واحدة إلّا على وصيّة وبرهان فيما أنعم به الملك الدّيّان خوفًا على ذمّته وراحةً لمن تخلّف بعده من أهله وذريّته"، وإنّي اصرح بهذه الوصيّة سبق بحكم الظروف إنّي سجّلت كافّة رزقي عند كاتب العدل بعكّا، أصرّح وأنا لله الحمد بحال الصّحة والعقل، أنّ كلّ ما تسجّل بعكا عند كاتب العدل كله باطل وفاسد لا يعمل به بتاتًا وحرام حرام على من يتمسّك به لا يرزقه شفاعة يوم قيام السّاعة، وإنّي أصرّح أنّه يوجد لابنتي هنا وصيّة باسمها خاصّة ليس لها شريك وحرام حرام على من يغيّر فيها حرفًا واحدًا، لا يرزقه شفاعه يوم قيام الساعة، ووصيّتي الدّراهم تفرّق لله حسب الّليستا المذكورة الموقّع عليها إسمي حبًّا في الأجر والثّواب عند الملك الدّيّان، وإنّي أوصي باسمي وباسم بناتي، ميّاسة أمين طريف وأخواتها هنا أمين وجوهرة أمين ومنيرة أمين وفاطمة أمين طريف، موقع كرم صخر زيتون المعروف بحدوده من الأربع جهات يكون ريعه وناتجه يصرف للشّيوخ ضيافةً في هذا البيت ولمن يدخله ضيفًا مكرّمًا لوجه الله تعالى ويكون مسؤول عنه ووكيل عليه ابنتي هنا أمين طريف لها التّصرّف في داخله وخارجه طول حياتها وهي مفوّضة بما تراه مناسبًا للمسقبل وأن يبقى هذا الكرم يصرف في هذا البيت طول الزّمان وحرام حرام على من يغيّر في هذا الكلام حرفًا واحدا لا يرزقه شفاعه يوم قيام السّاعة، وإنّي أصرّح بتثبيت هذه الوصيّة إثباتًا كاملًا مع تثبيت وصيّة ابنتي هنا أمين طريف، بأنّه حرام حرام وسخط الجبّار ونبيّه المختار على من يغيّر في هذه الوصيّة حرفًا واحدًا، وأيضًا في وصيّة هنا أمين طريف حرفًا واحدًا يكون تحت سخط الله وصفيّه عليه السّلام، وأرجع لإتمام الوصيّة أتوجّه على أفراد عائلتي آل طريف وعلى سادتي مشايخ الدّين الرّوحيّين ومشايخ الزمنيّين الموجودين، بأنّي أطلب من حضراتهم جميعًا وأوجّه الله تعالى وصفيّه عليه السّلام عليهم جميعًا بأن يقيموا عوض عن الحقير الذليل لله، الشّيخ موفق محمّد علي طريف رئيسًا روحيًّا للطّائفة الدّرزيّة ليسدّوا هذا الفراغ ويخدم الدّين والدّنيا مع مساعدة الشّيوخ البارزين في الطّائفة خدمةً لله تعالى، وإنّي أشهد من حيث خرّيج خلوات البيّاضة الزّاهرة فيه الكفاءة والثّقة، وإنّي أختاره وأرجو أفراد عائلتي وسادتي الشّيوخ المجتمعين أن يكون كما سبق قبله مسؤولًا عن خدمة مقام سيّدنا شعيب عليه السلام وخدمة مقام سيّدنا الخضر عليهما السلام بكفر ياسيف ومسؤولًا عن خدمة خلوة جولس وأرجو من إخواني أهالي جولس المحترمين أن يؤيدوا فكرتي ذلك خدمةً لله تعالى وللجميع الأجر والثواب عند الملك الوهّاب بتأييد الحقّ وتأييد المذكور ليبقى خلفًا عن سلف خادمًا لله وللطّائفة الدرزيّة وإنّي أصرّح إتمام الوصيّة بأن جميع ما منّ الله تعالى عليّ من الرّزق الّذي لم يذكر في هذه الوصيّة ولا يذكر في وصيّة ابنتي هنا أمين طريف من عمار وأرض سهل أو وعر أو ملك زيتون خلاف ما ذكر في الوصيّتين يكون لبناتي مياسة أمين طريف ولأخواتها هنا وجوهرة ومنيرة وفاطمة، يكون بينهم بالسّويّة أسوةً بعضهم بعضًا لا فرق بينهم، ثم أرجع بالذّلّ والفقر والانكسار بين أيادي العزيز الجبّار، وأرجع لسادتي المدقّقين الخائفين من الله الشّيوخ الكرام أن يمنحوني صفا خواطرهم ورضاهم ودعاهم وأن يسمحوا لي بما سلف من الغلط والنّسيان والغفلة والعصيان وكثرة الذّنوب والحرمان، فإنّهم أهل للعفو والغفران ولهم من الله جزيل الأجر والإحسان إنّه كريم منّان لمن لجأ اليه واستعان.

1985/3/20

شاهد بخطه الحقير حسن هاني أبوخلا

شاهد بخطه الحقير زيدان نبواني

شاهد بخطه العبد الحقير سلمان صالح عامر

المسجل لهذه الوصية بخط يده المعترف بالعجز القصور والقابل على نفسه الحقير لله والذليل بين يديه تعالى امين طريف

نص الوصية بخط يد المرحوم:

تنفيذ الوصية:

مباشرةً بعد الانتهاء من مراسم الصّلاة على جثمان سيادته في تاريخ 1993/10/4 وقبل الشّروع في مراسيم الدّفن، قام رئيس مجلس دالية الكرمل المحلّي السّابق، المرحوم الشّيخ أبو عزام نواف حلبي، بإلقاء كلمة رثاء قصيرة، طالبًا من المشايخ الأجلّاء احترام وصيّة سيّدنا الشّيخ أمين وتنصيب الشّيخ موفّق طريف خلفًا لسيادته. بناءً على ذلك وقيامًا بما نصّت عليه الوصيّة، قام مشايخ الطّائفة الأجلّاء بخلع عباءة سيادته على حفيده الشّيخ موفّق طريف، مباركين له تنصيبه رئيسًا روحيًّا جديدًا للطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل.

إزالةً لأيّ إشكاليّة أو شكّ وتساؤل حول هذا التّنصيب، وبعد الانتهاء من بناء حجرة سيّدنا الشّيخ، اجتمعت الهيئة الرّوحيّة للطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل هناك، وقرّرت تعيين موعدٍ لقراءة الوصيّة على مسمع ومرأى جميع أبناء الطّائفة. 

في تاريخ 1993/10/22 عُقد هذا الاجتماع بحضور ما يزيد عن ألف من رجال الدّين، حيث اجتمعوا في حجرة سيّدنا الشّيخ، وأوكلوا قراءة الوصّيّة إلى فضيلة الشّيخ الدّيّن التّقيّ أبي يوسف صالح القضماني من قرية يركا، الّذي قبل بتوكيل الشّيوخ، وتلا الوصيّة كاملةً على أسماع الحاضرين، ليتمّ بعدها إصدار بيانٍ توضيحيّ لقرار تعيين فضيلة الشّيخ موفّق رئيسًا روحيًّا، وتمّ التّوقيع عليه من قبل كلّ من شارك في هذا الاجتماع.