فضيلة سيدنا الشيخ أبو يوسف أمين طريف

شارك المقالة:
Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter
Share on email

الشيخ حسن طريف – الهجرة الى قرية جولس

‏ارتبط أفراد عائلة طريف بالصداقة والمودة مع أفراد عائلة ماضي في قرية العبادية في لبنان. وكان أبناء عائلة طريف, في بداية القرن الرابع عشر, يسكنون في الناحية الجنوبية الشرقية من مدينة حاصبيا. وقد مر على سكناهم هناك مئات السنين, وقد ارتبطت الصداقة بين عائلتي طريف وماضي من جيل الى جيل, وهي مبنية على قواعد دينية اخوية. وكان اول من بادر لهذه الصداقة, الشيخ علي سليمان طريف, المتوفي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي, ونتيجة لتلك الصداقة اخذ كل من الفريقين بزيارة الآخر, حينما تسمح له الظروف بذلك, ثم توثقت العلاقات, وشارك كل طرف الآخر في السراء والضراء. ومن الثابت تاريخيا, ان أفراد من عائلة ماضي, كانوا اول من استوطن قرية جولس في القرن الحادي عشر الميلادي, اي بعد الدعوة التوحيدية مباشرة, وفي جولس امتلكوا بناية أقيمت في العهد الصليبي, وهي ما زالت قائمة الى يومنا هذا. ومن ضمن ما امتلكت عائلة ماضي أيضاء أراض معدة للعمل الزراعي, ليضمنوا مصدر معيشتهم, وبذلك كانوا اول من وطأت أقدامهم ‏قرية جولس من ابناء التوحيد.
من خلال الزيارات التي قام بها أفراد عائلة ماضي في العبادية لأقربائهم في جولس, اعتادوا الضيافة لدى اصدقائهم من عائلة طريف في حاصبيا, والإقامة عندهم للاستراحة من مشاق السفر في الذهاب والإياب. وذلك مما وطّد أكثر وأكثر هذه الصداقة. وفي احدى زياراتهم, وأثناء اقامتهم عند عائلة طريف في حاصبيا, اقنعوا بإلحاح كبير الشيخ حسن طريف مرافقتهم الى جولس, والتعرف على اقربائهم هناك. وهذا ما حدث, ففي تلك الزيارة, غرست محبة اهل جولس وأهلها في قلب الشيخ حسن, الذي أعجب بموقعها واراضيها. وكانت تستوطن جولس في تلك الفترة, اغلبية نصرانية ولا زالت آثارهم موجودة الى يومنا هذا ومنها مغارة أعدت آنذاك, لتكون كنيسة لتأدية الفروض الدينية, ثم ابنية مختلقة تحمل الطابع البيزنطي. ومما يجدر الاشارة اليه ان هذه الزيارة والزيارات التي تلتها, غرست في تفس الشيخ حسن طريف, ميلا شديدا للاستيطان بهذه القرية الآمنة. هذا الميل أزداد ونما وترعرع, حتى عام 1584 ميلادي, وهي السنة التي سلب فيها قطاع طرق, أموال الميري من قافلة عثمانية في طريقها الى إسطنبول, فاستغل العثمانيون هذه الحادثة, وضيّقوا الخناق على الدروز في لبنان, وكانت محنة حصيلتها قتل المئات من مشايخ الدروز, مما دفع العديد من ابناء التوحيد إلى الرحيل الى حوران وبلاد صفد. وهذه المحنة, اقنعت الشيخ حسن طريف الهجرة الى جولس, وقد رافقه في طريقه زوجته زهرة, وأولاده: المعروف ابو صالح سلمان طريف الكاتب, واخوه الشيخ خير طريف, الرجل الذي لزم الزهد والعبادة, فعندما وصلوا الى جولس, استقبلوا بالمحبة والترحاب من قبل عائلة ماضي, واتفقوا على ان يسكنوا سوية في البناء المملوك لعائلة ماضي, وكل عائلة في شقة منه, وهكذا عاشوا بأمان واطمئنان, في حين لم يتجاوز عدد افراد العائلتين, العشرين نفرا, وسكان القرية الدروز زاد قليلا عن الخمسين نفرا. وكان عملهم في الزراعة وتربية الماشية, وبعض المهن البسيطة. ثم استطاع الشيخ حسن طريف بجده واجتهاده, شراء بعض الاراضي الزراعية, ليؤمن لنفسه ولعائلته سبل المعيشة. وبعد أن استقرت عائلة طريف في جولس اتخذت لها مسلكا دينيا واضحا, وكان كبار المشايخ فيها يدعون للصلاة في البيوت. وبرز في هذه الفترة عدد من مشايخ آل طريف كان في مقدمتهم الشيخ أبو صالح سلمان طريف” الكاتب " (1569- 1647).